لعنة التغير المناخي، عندما تصيب المجالات الهشة، يؤدي ثمنها الحيوان قبل الإنسان...

في أحد المنتزهات الوطنية ببوتسوانا، الذي كان يعج بالحياة ذات يوم، قد مُلئ الآن بالهياكل العظمية الخاصة بالحيوانات التي لفظت أنفاسها و هي تحاول البحث عن الماء. نحن تحديدا في بحيرة نغامي.

بحيرة انغامي، هي بحيرة ضحلة تتموقع في الجهة الجنوبية الغربية من دلتا أوكافانغو، و الذي تبلغ مساحته 10400 كيلومتر مربع شمال غرب بوتسوانا . تستمد البحيرة و الدلتا  عموما مياهها  من نهر بورو و نادرا من نهر ثامالاكاني، ينبع  نهر أوكافانغو من شمال أنغولا ثم يمر عبر شمال ناميبيا إلى أن يصل بوتسوانا و ينتهي في صحراء كالاهاري قاطعا بذلك مسافة 1600 كلم، يفقد نهر أوكافانغو معظم مياهه نتيجة جريانه المساحي الذي يشكل مستنقعات صغيرة و نتيجة التبخر أيضا. تقع بحيرة انغامي على ارتفاع 932 مترا فوق مستوى سطح البحر . لقد كانت مساحة البحيرة تزيد عن 250 كلم مربعا، ولكن بحلول عام 1950 ، أصبح بحرًا من العشب الجاف فقط، وخلال الجفاف الشديد سنة 1965-1966 ، جف تمامًا.  و قد تسبب هذا  الجفاف في معاناة كبيرة بسبب اعتماد آلاف الماشية التابعة للسكان المحليين على البحيرة للحصول على المياه و الصيد . و رغم ملء الأمطار للبحيرة مرة أخرى، إلا أنها أصبحت أصغر بكثير مما كانت عليه، حيث كانت غنية بأنواع عديدة من الطيور و الأسماك و الحيوانات التي بدأت تقل شيئا فشيئا، وخصوصا تلك الحيوانات المائية كأفراس النهر و التماسيح التي تحتاج الماء لتعيش فيه.

يعرف مناخ شمال بوتسوانا تذبذبا كبيرا في التساقطات المطرية، التي أصبحت تتهاطل بشكل متفاوت من سنة لأخرى، فمعدل التساقطات يتراوح بين 200 ملم في السنة الجافة و 700 ملم في السنة الرطبة، و هذه الكمية من التساقطات المطرية غير كافية للحفاظ على البحيرة من الجفاف، فهي تعتمد بشكل كبير على المياه الموسمية المتدفقة من نهر أوكافانغو، و في السنوات الخمس الأخيرة قلت التساقطات المطرية بشكل مهول و لم تعد لا الأمطار و لا تدفقات نهر أوكافانغو الموسمية قادرة على الحفاظ على بحيرة انغامي.

في صيف سنة 2019 جفت بحيرة انغامي تماما، و بدأت الحيوانات تبحث عن الماء داخل الوحل المتبقي وسط البحيرة حتى علقت هناك و قد أنهكها التعب و هي تحاول النجاة، و النسور تنتظر استسلامها لكي تبدأ في افتراسها، أما أفراس النهر فقد تجمعت وسط الوحل بعد تبخر المياه، في انتظار جفاف الوحل أيضا ثم لتعلق هناك، ليس لديها حل آخر، فالمياه هي مكان عيشها الوحيد.

صنف المسؤول عن المنتزهات الوطنية ببوتسوانا سنة 2019 على أنها أكثر سنة جفافا، و أن بقاء الحيوانات بهذه المنتزهات رهين باستدامة التساقطات المطرية، و أن هذه الكارثة البيئية نتيجة التغير المناخي الذي يهدد حياة الإنسان و الحيوان.

للمزيد من التوضيح، شاهد الفيديو التالي:


 المصادر:

https://www.tbsnews.net/environment/tragedy-ngami-lake-land-dries

https://fr.wikipedia.org/wiki/Lac_Ngami

https://fr.wikipedia.org/wiki/Okavango

https://www.britannica.com/place/Lake-Ngami

Revisiting Hydrology of Lake Ngami in Botswana