السدود، منشآت هيدروليكية، الغرض منها تجميع المياه و الوقاية من خطر الفيضانات، و في كثير من الأحيان إنتاج الطاقة الكهرومائية، و الماء الصالح للشرب و الري، هي حل للمشاكل الاقتصادية، بل مجال استثماري مربح، فكثير من الدول تجاوز إنتاجها الطاقي احتياجاتها و أصبحت تقوم بتصدير الفائض للدول التي لديها خصاص في ذلك، تعد الصين أكبر منتج للطاقة الكهرومائية ، تليها كندا والبرازيل ثم الولايات المتحدة الأمريكية، حاليا تجاوز عدد السدود الكبيرة و المتوسطة 50000 سد في العالم.

السدود اللعينة في كل مكان، تزداد عددا و اتساعًا طوال الوقت!

على الرغم من مداخيل بيع الطاقة، فالسدود تسبب خسائر بملايين الدراهم لفائدة سكان مجال بحيرة السد و الذين هجروا قسرا، و تركوا وراءهم أملاكهم مقابل تعويضات هزيلة جدا، وينتج عن هذا انقراض محتمل للعديد من أنواع الأسماك ، وانخفاض أعداد أسماك أخرى، بالإضافة إلى خسارة بعض الكائنات الحية التي تعيش على ضفاف النهر و السهول الفيضية، حتى أن الفرشات المائية الجوفية التي تتغذى من فيضان النهر ستنضب، جراء سحب المياه منها و حبس مياه النهر التي كانت تغذيها في بحيرة السد، و ستختفي المناطق الرطبة أيضا بسبب منع وصول المياه إليها.

إن مياه السد راكدة، و هي مكان مناسب لنمو الطحالب و الأعشاب المائية، و التي تقلل من الأكسجين في مياه بحيرة السد، الأمر الذي يجعله غير صالح للشرب ولا لعيش الأسماك، التي تنفق بسبب قلة الأكسجين في هذه المياه.

و عندما يزداد حجم بحيرة السد، يغمر الماء النباتات على جنبات البحيرة، تتحلل النباتات و تطلق ثنائي أكسيد الكربون و غاز الميثان، فهي تلوث الجو ثلاث مرات ضعف ما تلوثه محطة لتكرير النفط، و تساهم في زيادة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض.

غمر سد "بالبينا" في البرازيل أكثر من 2360 كيلومترا مربعا من الأرض، بها الكثير من النباتات المتحللة، و لك أن تتخيل حجم الانبعاثات التي ستنتج عن هذا السد.

تمنع السدود أسماك السلمون من التكاثر، فأسماك السلمون تسبح عكس تيار النهر حتى تصل إلى العالية ثم تضع بيوضها هناك كي تفقس، و تشكل السدود حاجزا يمنع هذه العملية و بالتالي يساهم في انقراض أسماك السلمون. في أمريكا، تم هدم سد "الواحة"، لأنه كان يقف حاجزا أمام تكاثر أسماك السلمون و أسماك أخرى مهددة بالانقراض.

تمثل الأنهار عنصرا أساسيا في الدورة المائية، فهي تنقل المياه من أعالي الجبال إلى البحر، و بهذا تشكل الشواطئ و تغذي البحار، و خصوصا البحار المغلقة، حيث يؤدي تشييد السدود و تحويل المياه إلى المجالات الزراعية إلى جفاف البحار المغلقة، و خير مثال على هذا هو بحر آرال الذي خسر %90 من حجمه خلال السبعين سنة الأخيرة.

يمكن إنتاج الطاقة الكهرومائية، دون بناء السدود، و ذلك بتضييق مجرى النهر لتزداد قوة الصبيب من أجل تحريك التوربينات المنتجة للطاقة، كما أن البلدان ذات المناخ الرطب لا تحتاج سدا لتجميع المياه خوفا من الجفاف، فالثلوج تبقى في الجبال على مدار السنة.

تدفع البيئة ثمن التغييرات التي يقوم بها الإنسان في المجال، فكلما زادت هذه التغييرات حدة، كلما كانت عواقبها وخيمة على البيئة.

للمزيد من التوضيح شاهدوا الفيديو التالي: