تشكل الجغرافية البشرية موقعاً متميزاً بين أقسام الجغرافيا وتشتمل على موضوعات عديدة منها:
جغرافية الزراعة – الصناعة – النقل – السكان – التجارة – السياسة – الجغرافية الحضارية والريفية وغيرها.
وفروع الجغرافية البشرية تتصف بالجدة والأصالة والتطور، نظراً لأنها تعالج موضوعات حديثة بالإنسان وتفاعلاته مع البيئة وموضوعات أخرى تتعلق بالإنسان والإنسان الآخر من جهة غير الزمان والمكان. وذلك لأن الإنسان يعتبر أكثر الكائنات الحية قدرة على التكيف مع ما حوله. وعلى تشكيل بيئته التي يعيش فيها. وذلك بما حباه الله تعالى من قدرة العقل والتفكير والتخطيط ومسايرة التطورات المادية والفكرية والثقافية.
التطور التأريخي للجغرافية البشرية:
أن محور الجغرافية البشرية يدور حول علاقة الإنسان بالبيئة التي تحيط به ولهذا يمكن إرجاع تأريخ بداية العلاقة بين الإنسان وبيئته إلى المرحلة الأولى والتي بدأ فيها الإنسان لأول مرة التأمل بوعي وإدراك للظاهرات التي تحيط به. مستكشفاً إمكانيات البيئة التي يعيش بداخلها وساعياً للملاءمة بين متطلبات حياته والمكان الذي يعيش فيه وهذا يعني أن التفكير الجغرافي البدائي متزامن مع تأريخ الفكر الإنساني عموماً والذي مساهم في ظهور الحضارات الإنسانية القديمة.
إن الفكر الجغرافي قديماً في بلاد ما بين النهرين وفي دلتا النيل بمصر وفي انهار الصين قد ارتبط بالزراعة في الأراضي الفيضية مما يساعد على قيام حياة مستقرة على ضفاف ودلتاوات الأنهار. إلاَّ أن معرفة الإنسان بالعالم الخارجي كانت محدودة للغاية ومع بداية القرن الرابع الميلادي بدأ الإغريق في بسط نفوذهم الحضاري على أجزاء لم تكن معروفة من قبل مما ساعد على زيادة المعلومات الجغرافية عن أجزاء من الرقعة المعمورة من الكرة الأرضية, وقد استخدمت الجغرافية لنشر تعاليم الكنيسة بواسطة رجال الدين من خلال اهتمامهم بمعرفة أصل وشكل الأرض وتحركات سكانها وقد ظهر ذلك في كتابات العصور الوسطى التي كانت تشتمل على فصول في الجغرافية تبحث في مظهر الكون وتركيبه العام.