تهتم جغرافية السكان بدراسة العنصر البشري باعتباره أحد أهم مكونات البيئة على سطح الأرض. وعاملاً رئيسياً من عوامل الإنتاج الاقتصادي وجزءً مهماً للجغرافية الاقتصادية العامة كما أن جغرافية السكان جزء لا ينفصل عن أقسام الجغرافيا البشرية الأخرى لأن هذه الجغرافية لا يمكن أن تقوم بوظيفتها بدون الاهتمام بجغرافية السكان مما يجعل العلاقة بينهما ذات صيغة ارتباطية .
فجغرافيا السكان تعنى بإبراز الاختلافات المكانية لتوزيع وتركيب ونمو وهجرة السكان , ومدى ارتباطها باختلاف طبيعة الأمكنة , كما تهتم جغرافية السكان أيضا بالمظاهر الوصفية والديناميكية للاختلافات المكانية عبر الزمن أو العلاقات المكانية والتفاعل بين الظاهرات مع التأكيد عملياً على المكان وبهذه الطريقة تميز جغرافية السكان نفسها عن الديموغرافيا وهى علم السكان الذى يعنى بهم كظاهرة منفرده وبطريقه أكثر وضوحاً نجد أنه بينما يهتم الديموغرافي بالإعداد والعمليات السكانية على مستوى الوحدات السياسية ككل نجد جغرافيو السكان أكثر اهتماما بالاختلافات المكانية وعلاقاتها بالظاهرات الطبيعية والحضارية والاقتصادية .
وتعتبر جغرافية السكان كمية بصفه أساسيه تماماً كالديموغرافيا فهي تعتمد تماما على البيانات الإحصائية ولكن منها منهجه النوع فيفحص الديمغرافي خصائص شخصية السكان الطبيعية المختلفة والسلوكية ليرى مدى ارتباطها بالخصائص الكميه بينما يبرز جغرافي السكان ال
وعلاقات الداخلية المعقدة بين البيئة الطبيعية والبشرية من ناحيه وبين السكان من ناحيه أخرى . إن تفسير وتحليل هذه العلاقات المكانية هي اهتمام جغرافي السكان .
لكن من الضروري لجغرافي السكان معرفة وسائل أو طرق دراسة الديموغرافيا لأنها أدوات أساسيه وتؤدى عدم معرفتها إلى ارتباطات مزيفه تحليل غير كامل.
تطور جغرافيا السكان:ـ
جغرافيا السكان من أحدث الفروع الجغرافية التي وجدت طريقها إلى الاعتراف كفرع وتبلورت موضوعاته ومناهجه وأساليب البحث فيه في العقود القليلة الأخيرة . وبعد الحرب العالمية الثانية ازداد الاتجاه نحو التخصص داعياً إلى تطوير جغرافية السكان واستقلالها كفرع مستقل منفصل عن بقية الفروع الأخرى .
وقد ظهر هذا الاتجاه في الغرب والشرق على حد سواء بغض النظر عن الاختلافات المنهجية . وفي السنوات التالية سجلت جغرافية السكان نمواً متزايداً كفرع مستقل أو فرع صغير من فروع الجغرافيا واعتبرت جزءاً من الجغرافيا الاجتماعية في إنجلترا وألمانيا وأحياناً اعتبرت جزءا من الجغرافيا البشرية أو الحضارية في أمريكا الشمالية . ومن الجغرافيا الاقتصادية في روسيا ودول أوربا الوسطى والشرقية . وظهر العديد من المهتمين بجغرافية السكان في بلاد مختلفة ، وفي نفس الوقت يوجد من يعارض التخصص المتزايد ويرون في انفصال جغرافية السكان تعارضاً للمنهج الجغرافي المتكامل ومازال تعارض الآراء قائما حتى في داخل الدولة الواحدة .
وقد انعكس هذا الاهتمام المتزايد بالمشاكل الديموغرافية على الإطار التنظيمي للاتحاد الجغرافي الدولي ، وكان أخر أعمال هيئة الاتحاد الجغرافي الفرعية لجغرافية السكان ، والاستقصاء العالمي عن مكانه ومنهج وأساليب البحث فيها والتي أكدت استقلال جغرافية السكان كفرع من فروع الجغرافية الاجتماعية والبشرية .